أراك إذا ما كنت في القوم ناصحا (1) * يقال له بالدلو أدبر وأقبل فلما انتهت الرسل إلى عبد الله بن الزبير بعث مروان ابنيه عبد الملك وعبد العزيز ليحضرا مراجعته في ذلك، وقال: أسمعاه قولي في ذلك، قال عبد العزيز: فلما جلس الرسل بين يديه جعلت أنشده ذلك وهو يسمع ولا أشعره، فالتفت إلي فقال: أخبرا أباكما أني أقول:
إني لمن نبعة صم مكاسرها * إذا تناوحت القصباء والعشر ولا ألين لغير الحق أسأله * حتى يلين لضرس الماضغ الحجر قال عبد العزيز: فما أدري أيما كان أعجب!!
قال أبو معشر: لا خلاف بين أهل السير أن الوليد بن عتبة حج بالناس في هذه السنة وهو أمير الحرمين وعلى البصرة والكوفة عبيد الله بن زياد، وعلى خراسان وسجستان سلم بن زياد أخو عبيد الله بن زياد، وعلى قضاء الكوفة شريح، وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة.
من توفي فيها من الأعيان الحسين بن علي رضي الله عنهما ومعه بضعة عشر من أهل بيته قتلوا جميعا بكربلاء، وقيل بضعة وعشرون كما تقدم. وقتل معهم جماعة من الابطال والفرسان.
جابر بن عتيك بن قيس أبو عبد الله الأنصاري السلمي، شهد بدرا وما معه، وكان حامل راية الأنصار يوم الفتح، كذا قال ابن الجوزي، قال: وتوفي في هذه السنة عن إحدى وسبعين سنة.
حمزة بن عمرو الأسلمي صحابي جليل ثبت في الصحيحين عن عائشة أنها قالت: سأل حمزة بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني كثير الصيام أفأصوم في السفر؟ فقال له: " إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر " (2).
وقد شهد فتح الشام، وكان هو البشير للصديق يوم أجنادين، قال الواقدي: وهو الذي بشر كعب بن مالك بتوبة الله عليه فأعطاه ثوبيه، وروى البخاري في التاريخ باسناد جيد عنه أنه قال:
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فأضاءت لي أصابعي حتى جمعت عليها كل متاع كان