لمعاوية وعمرو: أنا قتلت عمار فيقول له عمرو فما سمعته يقول فيخلطون حتى جاء جوى فقال أنا سمعته يقول:
اليوم ألقى الأحبة * محمدا وحزبه فقال له عمرو: صدقت أنت أنك لصاحبه، ثم قال له: رويدا، أما والله ما ظفرت يداك ولقد أسخطت ربك. وقد روى ابن ديزيل من طريق أبي يوسف، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الرحمن الكندي عن أبيه عن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: " تقتلك الفئة الباغية " ورواه أيضا من حديث جماعة من التابعين أرسلوه منهم عبد الله بن أبي الهذيل ومجاهد وحبيب بن أبي ثابت وحبة العرني، وساقه من طريق أبان عن أنس مرفوعا، ومن حديث عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي الزبير عن حذيفة مرفوعا: " ما خير عمار بين شيئين إلا اختار أرشدهما "، وبه عن عمرو بن شمر عن السري عن يعقوب بن راقط قال: اختصم رجلان في سلب عمار وفي قتله فأتيا عبد الله بن عمرو بن العاص ليتحاكما إليه، فقال لهما: ويحكما اخرجا عني، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - ولعبت قريش بعمار -: " ما لهم ولعمار؟
عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، قاتله وسالبه في النار " قال: فبلغني أن معاوية قال إنما قتله من أخرجه يخدع بذلك أهل الشام. وقال إبراهيم بن الحسين: حدثنا يحيى ثنا عدي بن عمر، ثنا هشيم، ثنا العوام بن حوشب بن الأسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد - وكان ناس عند علي ومعاوية - قال: بينا هو عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في قتل عمار، فقال لهما عبد الله بن عمرو: ليطب كل واحد منكما نفسا لصاحبه بقتل عمار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقتله الفئة الباغية " فقال معاوية لعمرو: " ألا تنهى عنا مجنونك هذا؟ ثم أقبل معاوية على عبد الله فقال له: فلم تقاتل معنا؟ فقال له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني بطاعة والدي ما كان حيا وأنا معكم ولست أقاتل. وحدثنا يحيى بن نصر، ثنا حفص بن عمران البرجمي، حدثني نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة أن عبد الله بن عمرو قال لأبيه: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني بطاعتك ما سرت معك هذا المسير، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار بن ياسر " تقتلك الفئة الباغية " وحدثنا يحيى ثنا عبد الرحمن بن زياد؟ ثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي قال: جاء قاتل عمار يستأذن على معاوية وعنده عمرو فقال: ائذن له وبشره بالنار. فقال الرجل: أو ما تسمع ما يقول عمرو. قال: صدق؟ إنما قتله الذين جاؤوا به! وهذا كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من التابعين منهم الحارث بن سويد وقيس بن عبادة وأبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي ويزيد بن شريك وأبو حسان الأجرد وغيرهم أن كلا منهم قال: قلت لعلي هل عندكم شئ عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهده إلى الناس، فقال: لا! والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يؤتيه الله عبدا في القرآن وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في هذه الصحيفة، فإذا فيها العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر، وأن المدينة حرام ما بين ثبير إلى ثور، وثبت في الصحيحين أيضا