حديث آخر قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، ثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد قال فقال يوما:
" سدوا هذه الأبواب إلا باب علي " قال فتكلم في ذلك أناس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته، ولكن أمرت بشئ فاتبعته (1) " وقد رواه أبو الأشهب عن عوف عن ميمون عن البراء بن عازب فذكره. وقد تقدم ما رواه أحمد والنسائي من حديث أبي عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس الحديث الطويل وفيه سد الأبواب غير باب علي. وكذا رواه شعبة عن أبي بلج. ورواه سعد بن أبي وقاص قال أبو يعلى ثنا موسى بن محمد بن حسان ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر الطحان ثنا غسان بن بسر الكاهلي عن مسلم عن خيثمة عن سعد " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سد أبواب المسجد وفتح باب علي فقال الناس في ذلك فقال: ما أنا فتحته ولكن الله فتحه " وهذا لا ينافي ما ثبت في صحيح البخاري من أمره عليه السلام في مرض الموت بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبي بكر الصديق لان نفي هذا في حق علي كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها، فجعل هذا رفقا بها، وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة فاحتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالناس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته عليه السلام وفيه إشارة إلى خلافته. وقال الترمذي: ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن الفضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية عن أبي سعيد. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " يا علي لا يحل لاحد يجنب في المسجد غيري وغيرك " قال علي بن المنذر: قلت لضرار بن صرد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لاحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك. ثم قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (2). وقد سمع محمد بن إسماعيل هذا الحديث. وقد رواه ابن عساكر من طريق كثير النواء عن عطية عن أبي سعيد به، ثم أورده من طريق أبي نعيم ثنا عبد الملك بن أبي عيينة عن أبي الخطاب عمر الهروي عن محدوج عن جسرة بنت دجاجة أخبرتني أم سلمة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه حتى انتهى إلى صرحة المسجد فنادى بأعلى صوته: " إنه لا يحل المسجد لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وأزواجه وعلي وفاطمة بنت محمد ألا هل بينت لكم الأسماء أن تضلوا " وهذا إسناد غريب وفيه ضعف، ثم ساقه من حديث أبي رافع بنحوه وفي إسناده غرابة أيضا.
حديث آخر قال الحاكم وغير واحد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة بن الحصيب: قال غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال: " يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم "؟
فقلت بلى يا رسول الله فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". وقال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير