قال علي لأهل النهروان: فيهم رجل مثدون اليد أو مخدوج اليد، ولولا أن تبطروا لأخبرتكم بما قضى الله عليه لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن قتلهم، قال عبيدة: فقلت لعلي: أنت سمعته؟ قال: إي ورب الكعبة، يحلف عليها ثلاثا. وقال أحمد: ثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال قال عبيدة: لا أحدثك إلا ما سمعت منه، قال محمد: فحلف لنا عبيدة ثلاث مرات، وحلف له علي قال قال: لولا أن تبطروا لأنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قال: قلت أنت سمعته؟ قال: إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، فيهم رجل مخدج اليد أو مثدون اليد أحسبه قال: أو مودن اليد. وقد رواه مسلم من حديث إسماعيل بن علية وحماد بن زيد كلاهما عن أيوب وعن محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي عن ابن عون كلاهما عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي (1). وقد ذكرناه من طرق متعددة تفيد القطع عند كثيرين عن محمد بن سيرين. وقد حلف علي أنه سمعه من عبيدة وحلف عبيدة أنه سمعه من علي أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال علي: لان أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
طريق أخرى قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: حدثني إسماعيل أبو معمر، ثنا عبد الله بن إدريس، ثنا عاصم بن كليب، عن أبيه قال: كنت جالسا عند علي إذ دخل رجل عليه ثياب السفر فاستأذن على علي وهو يكلم الناس فشغل عنه فقال علي: إني دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فقال: " كيف أنت ويوم كذا وكذا؟ فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: فقال قوم يخرجون من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فيهم رجل مخدج اليد كأن يديه يدي حبشية، أنشدكم بالله هل أخبرتكم أنه فيهم " (2) فذكر الحديث بطوله، ثم رواه عبد الله بن أحمد عن أبي خيثمة زهير بن حرب عن القاسم بن مالك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن علي. فذكر نحوه إسناده جيد.
طريق أخرى قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي: أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أنا علي بن عبد الرحمن الكناني أنا محمد بن عبد الله بن عطاء، عن سليمان الحضرمي، أنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، أنا خالد بن عبيد الله، عن عطاء بن السائب، عن ميسرة قال قال أبو جحيفة: قال علي حين فرغنا من الحرب إن فيهم رجلا ليس في عضده عظم ثم عضده كحلمة