هناك من دمائهم. والصحيح أن وقعة مرج الصفر في أول سنة أربع عشرة كما سيأتي.
ذكر المتوفين في هذه السنة مرتبين على الحروف كما ذكرهم الحافظ الذهبي أبان بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي أبو الوليد المكي صحابي جليل. وهو الذي أجار عثمان بن عفان يوم الحديبية حتى دخل مكة لأداء رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أسلم بعد مرجع أخويه من الحبشة. خالد، وعمرو، فدعواه إلى الاسلام فأجابهما. وساروا فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح خيبر. وقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع على البحرين وقتل بأجنادين * أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهور أنه قتل ببدر فيما ذكره البخاري وغيره، وزعم الواقدي فيما نقله عن أهل العلم أنه شهد أحدا وأنه بقي بعد ذلك زمانا. قال: وحدثني ابن أبي الزناد عن محمد بن يوسف أن أنسة مات في خلافة أبي بكر الصديق، وكان يكنى أبا مسروح. وقال الزهري كان يأذن للناس على النبي صلى الله عليه وسلم * تميم بن الحارث بن قيس السهمي وأخوه قيس صحابيان جليلان هاجرا إلى الحبشة وقتلا بأجنادين * الحارث بن أوس بن عتيك بن مهاجرة الحبشة. قتل بأجنادين * خالد بن سعيد ابن العاص الأموي، من السابقين الأولين، ممن هاجر إلى الحبشة وأقام بها بضع عشرة سنة ويقال إنه كان على صنعاء من جهة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمره الصديق على بعض الفتوحات كما تقدم قتل يوم مرج الصفر في قول، وقيل بل هرب فلم يمكنه الصديق من دخول المدينة تعزيرا له، فأقام شهرا في بعض ظواهرها حتى أذن له. ويقال إن الذي قتله أسلم وقال رأيت له حين قتلته نورا ساطعا إلى السماء رضي الله عنه * سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة (1). ويقال حارثة بن خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي سيدهم، أبو ثابت ويقال أبو قيس صحابي جليل كان أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدرا في قول عروة وموسى بن عقبة (2) والبخاري وابن ماكولا. وروى ابن عساكر من طريق حجاج بن أرطاة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن راية المهاجرين يوم بدر كانت مع علي وراية الأنصار مع سعد بن عبادة رضي الله عنهما.
قلت: والمشهور أن هذا كان يوم الفتح والله أعلم. وقال الواقدي: لم يشهدها لأنه نهسته حية فشغلته عنها بعد أن تجهز لها، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، وشهد أحدا وما بعدها. وكذا قال خليفة بن خياط. وكانت له جفنة تدور مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث دار من بيوت نسائه