الجرهمي، وكان نازلا بأعلى مكة بقعيقعان (1).
وكان السميدع سيد قطوراء نازلا بقومه في أسفل مكة (2) وكل منهما يعشر من مر به مجتازا إلى مكة.
ثم وقع بين جرهم وقطوراء فاقتتلوا [قتالا شديدا] فقتل السميدع واستوثق الامر لمضاض وهو الحاكم بمكة والبيت لا ينازعه في ذلك ولد إسماعيل مع كثرتهم وشرفهم وانتثارهم بمكة وبغيرها وذل لخؤولتهم له ولعظمة البيت الحرام [أن يكون به بغي أو قتال] (3).
ثم صار الملك بعده إلى ابنه الحارث ثم إلى عمرو بن الحارث.
ثم بغب جرهم بمكة وأكثرت فيها الفساد وألحدوا بالمسجد الحرام (4) حتى ذكر أن رجلا منهم يقال له اساف بن بغى وامرأة يقال لها نائلة بنت وائل (5) اجتمعا في الكعبة فكان منه إليها الفاحشة فمسخهما الله حجرين فنصبهما الناس قريبا من البيت ليعتبروا بهما فلما طال المطال بعد ذلك بمدد عبدا من دون الله في زمن خزاعة كما سيأتي بيانه في موضعه. فكانا صنمين منصوبين يقال لهما إساف ونائلة.
فلما أكثرت جرهم البغي بالبلد الحرام تمالأت عليهم خزاعة الذين كانوا نزلوا حول الحرم