نزوله عليه السلام في آخر الزمان في " كتاب الملاحم " كما بسطنا ذلك أيضا في التفسير عند قوله تعالى في سورة النساء: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا) [النساء: 159] وقوله: (وإنه لعلم للساعة) الآية [الزخرف: 61] وأنه ينزل على المنارة البيضاء بدمشق (1) وقد أقيمت صلاة الصبح فيقول له إمام المسلمين. تقدم يا روح الله فصل فيقول: لا بعضكم على بعض أمراء مكرمة الله هذه الأمة. وفي رواية فيقول له عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك فيصلي خلفه. ثم يركب ومعه المسلمون في طلب المسيح الدجال فيلحقه عند باب لد فيقتله بيده الكريمة. وذكرنا أنه قوي الرجاء حين بنيت هذه المنارة الشرقية بدمشق التي هي من حجارة بيض وقد بنيت أيضا من أموال النصارى حين حرقوا التي هدمت وما حولها فينزل عليها عيسى بن مريم عليه السلام فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل من أحد إلا الاسلام، وأنه يحج من فج الروحاء حاجا أو معتمرا أو لثنتيهما، ويقيم أربعين سنة، ثم يموت فيدفن فيما قيل في الحجرة النبوية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه (2). وقد ورد في ذلك حديث ذكره ابن عساكر في آخر ترجمة المسيح عليه السلام في كتابه عن عائشة مرفوعا أنه يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر في الحجرة النبوية ولكن لا يصح إسناده وقال أبو عيسى الترمذي: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، حدثنا أبو قتيبة مسلم بن قتيبة، حدثني أبو مودود المدني، حدثنا عثمان بن الضحاك، عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه عن جده، قال: مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم عليهم السلام يدفن معه (3). قال أبو مودود: وقد بقي من البيت موضع قبر. ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن كذا قال. والصواب الضحاك بن عثمان المدني. وقال البخاري هذا الحديث لا يصح عندي ولا يتابع عليه. وروى البخاري عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان قال: الفترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة وعن قتادة خمسمائة وستون سنة. وقيل خمسمائة وأربعون سنة وعن الضحاك أربعمائة وبضع وثلاثون سنة. والمشهور ستمائة سنة (4). ومنهم من يقول ستمائة وعشرون سنة بالقمرية لتكون ستمائة بالشمسية والله أعلم.
وقال ابن حبان في صحيحه: " ذكر المدة التي بقيت فيها أمة عيسى على هديه ": حدثنا أبو