قتال القوم. فقال علي وأنا والله ما رضيت ولا أحببت أن ترضوا فإذا أبيتم إلا أن ترضوا فقد رضيت وإذا رضيت فلا يصلح الرجوع بعد الرضا ولا التبديل بعد الإقرار إلا أن يعصي الله ويتعدى كتابه فقاتلوا من ترك أمر الله وأما الذي ذكرتم من تركه أمري وما أنا عليه فليس من أولئك فلست أخاف علي ذلك يا ليت فيكم مثله اثنين! يا ليت فيكم مثله واحدا يري من عدوي ما أرى إذا لخفت علي مؤنتكم ورجوت أن يستقيم لي بعض أودكم وقد نهيتكم فعصيتموني فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوازن:
(وهل أنا إلا من غزية إن غوت * غويت وإن ترشد غزية أرشد) والله لقد فعلتم فعلة ضعضعت قوة وأسقطت منة وأورثت منة وأورثت وهنا وذلة ولما كنتم الأعلين وخاف عدوكم الاجتياح واستحر بهم القتل ووجدوا ألم الجراح رفعوا المصاحف فدعوكم إلى ما فيها ليفتنوكم عنهم ويقطعوا الحرب ويتربصوا بكم المنون خديعة ومكيدة فأعطيتموهم ما سألوا وأبيتم إلا أن تدهنوا وتجيروا.
وأيم الله ما أظنكم بعدها توفقون الرشد ولا تصيبون باب الحزم.
ثم رجع الناس عن صفين فلما رجع علي خالفت الحرورية وخرجت وكان ذلك أول ما ظهرت وأنكرت تحكيم الرجال ورجعوا علي غير الطريق الذي أقبلوا فيه أخذوا علي طريق البر وعادوا وهم أعداء متباغضون وقد فشا فيهم التحكيم يقطعون الطريق بالتشاتم والتضارب بالسياط يقول الخوارج يا أعداء الله أدهنتم في أمر الله ويقول الآخرون فارقتم إمامنا وفرقتم جماعتنا.
وساروا حتى جاوزوا النخيلة ورأوا بيوت الكوفة فإذا بشيخ في ظل بيت