قد عصوا الله فيما أمرهم ونسوا عهده ونبذوا كتابه فقال له مسعر بن فدكي التميمي وزيد بن حصين الطائي في عصابة من القراء الذين صاروا خوارج بعد ذلك يا علي أجب إلى كتاب الله عز وجل إذا دعيت إليه وإلا دفعناك برمتك إلى القوم أو نفعل بك ما فعلنا بابن عفان قال فاحفظوا عني نهي إياكم واحفظوا مقالتكم لي فإني تطيعوني فقاتلوا وإن تعصوني فاصنعوا ما بدا لكم قالوا ابعث إلى الأشتر فليأتك. فبعث علي يزيد بن هانئ إلى الأشتر يستدعيه فقال الأشتر ليست هذه الساعة بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني [فيها] عن موقفي إني قد رجوت أن يفتح الله لي فرجع يزيد فأخبره وارتفعت الأصوات وارتفع الرهج من ناحية الأشتر فقالوا والله ما نراك إلا أمرته أن يقاتل فقال علي هل رأيتموني ساررته أليس كلمته علي رؤوسكم وأنتم تسمعون قالوا فابعث إليه فليأتك وإلا والله اعتزلناك فقال له ويلك يا يزيد قل له أقبل إلى فإن الفتنة قد وقعت فأبلغه ذلك فقال الأشتر ألرفع المصاحف قال نعم قال والله لقد ظننت أنها ستوقع اختلافا وفرقة إنها مشوره ابن العاهر ألا تري إلى الفتح ألا تري ما يلقون ألا تري ما صنع الله لنا لن ينبغي أن أدع هؤلاء! وانصرف عنهم فقال له يزيد أتحب أن تظفر وأمير المؤمنين يسلم إلى عدوه أو يقتل قال لا والله سبحان اله فأعلمه فأقبل إليهم الأشتر وقال يا أهل العراق يا أهل الذل والوهن أحين علوتم القوم وظنوا أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها وهم والله قد تركوا ما أمر الله به فيها وسنة من أنزلت عليه فأمهلوني فواقا فإني قد أحسست بالفتح قالوا لا قال أمهلوني عدو الفرس فإني قد
(٣١٧)