أول الأسنة إذا لقيها غدا. فقيل: من هو؟ فقال: هو النعمان بن مقرن المزني. فقالوا: هو لها.
وكان النعمان يومئذ معه جمع من أهل الكوفة قد اقتحموا جند يسابور، والسوس، فكتب إليه عمر يأمره بالمسير إلى ماه لتجتمع الجيوش عليه، فإذا اجتمعوا إليه سار بهم إلى الفيرزان ومن معه. وقيل بل كان النعمان بكسكر. فكتب إلى عمر يسأله أن يعزله ويبعثه إلى جيش من المسلمين، فكتب إليه عمر يأمره بنهاوند فسار.
فكتب عمر إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان ليستنفر الناس مع النعمان كذا وكذا ويجتمعوا عليه بماه فندب الناس فكان أسرعهم إلى ذلك الروادف ليبلوا في الدين وليدركوا حظا.
فخرج الناس منها وعليهم حذيفة بن اليمان ومعه نعيم بن مقرن حتى قدموا على النعمان، وتقدم عمر إلى الجند الذين كانوا بالأهواز ليشغلوا فارسا عن المسلمين وعليهم المقترب، وحرملة وزر، فأقاموا بتخوم أصبهان وفارس وقطعوا أمداد فارس عن أهل نهاوند، وأجتمع الناس على النعمان وفيهم حذيفة بن اليمان، وابن عمر، وجرير بن عبد الله البجلي، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم. فأرسل النعمان طليحة بن خويلد، وعمرو بن معد يكرب، وعمرو بن ثنى - وهو ابن أبي سلمى - ليأتوه بخبرهم وخرجوا وساروا يوما إلى الليل فرجع إليه عمرو بن ثنى فقالوا: ما رجعك؟ فقال: لم أكن في أرض العجم وقتلت أرض جاهلها وقتل أرضا عالمها. ومض طليحة. وعمرو