أبي بكر وكان معه وقدم عليه عبد الرحمن بن شبيب الفزاري من الشام وكان عينه هناك فأخبره أن البشارة من عمرو وردت بقتل محمد وملك مصر وسرور أهل الشام بقتله فقال علي أما إن حزننا عليه بقدر سرورهم به لا بل يزيد أضعافا! فأرسل علي فأعاد الجيش الذي نفذهم وقام في الناس خطيبا وقال:
ألا إن مصر قد افتتحها الفجرة أولو الجور والظلمة الذين صادوا عن سبيل الله وبغوا الإسلام عوجا ألا وإن محمد بن أبي بكر استشهد فعند الله نحتسبه وأما والله إن كان كما علمت لممن ينتظر القضاء ويعمل للجزاء ويبغض شكل الفاجر ويحب هدي المؤمن إني والله ما ألوم نفسي على تقصير وإني لمقاساة الحروب لجدير خبير وأني لأتقدم على الأمر وأعرف وجه الحزم وأقوم فيكم بالرأي المصيب وأستصرخكم معلنا وأناديكم نداء المستغيث فلا تسمعون إلى قولا ولا تطيعون لي أمرا حتى تصير الأمور إلى عواقب المساءة فأنتم القوم لا يدرك بكم الثأر ولا تنفض بكم الأوتار دعوتكم إلى غياث إخوانكم منذ بضع وخمسين ليلة فتجرجرتم جرجرة الجمل الأشدق وتثاقلتم إلى الأرض تثاقل من ليست له نية في جهاد العدو ولا اكتساب الأجر ثم خرج إلى منكم جنيد متذانب كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون فأف لكم ثم نزل.
(معاوية بن حديج بضم الحاء وفتح الدال المهملتين جارية بن قدامة بالجيم وفي آخره ياء تحتها نقطتان بسر بن أبي أرطأة بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة).