يدك لوليتك ما هو أيسر عليك مؤنة منه وأعجب إليك ولاية إن الرجل الذي كنت وليته أمر مصر كان لنا نصيحا وعلي عدونا شديدا وقد استكمل أيامه ولاقى حمامه ونحن عنه راضون فرضي الله عنه وضاعف له الثواب اصبر لعدوك وشمر للحرب (وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وأكثر ذكر الله والاستعانة به والخوف منه يكفك ما أهمك ويعنك على ما ولاك.
وكتب إليه محمد أما بعد فقد انتهي إلى كتابك وفهمته وليس أحد من الناس أرضي برأي أمير المؤمنين ولا أجهد علي عدوه ولا أرأف بوليه مني وقد خرجت فعسكرت وأمنت الناس إلا من نصب لنا حربا وأظهر لنا خلافا وأنا متبع أمر أمير المؤمنين وحافظه والسلام.
وقيل إنما تولي الأشتر مصر بعد قتل محمد بن أبي بكر.
وكان أهل الشام ينتظرون بعد صفين أمر الحكمين فلما تفرقا بايع أهل الشام معاوية بالخلافة ولم يزدد إلا قوة واختلف الناس بالعراق علي علي فما كان لمعاوية هم إلا مصر وكان يهاب أهلها لقربهم منه وشدتهم علي من كان علي رأى عثمان وكان يرجو أنه إذا ظهر عليه ظهر علي حرب علي لعظم خراجها فدعا معاوية عمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة وبسر بن أبي أرطأة والضحاك بن قيس وعبد الرحمن بن خالد وأبا الأعور السلمي وشرحبيل بن السمط الكندي فقال لهم أتدرون لم جمعتكم؟ فإني جمعتكم لأمر لي مهم! فقالوا لم يطلع الله علي الغيب أحدا وما نعلم ما تريد فقال