لي أن آخذ درهما دونكم فإن شئتم قعدت لكم وإلا فلا آخذ على أحد. فقالوا نحن على ما فارقناك عليه بالأمس فقال اللهم أشهد.
ولما جاؤوا بطلحة ليبايع فقال إنما أبايع كرها فبايع وكان به شلل فقال رجل يعتاف إنا لله وإنا إليه راجعون أول يد بايعت يد شلاء لا يتم هذا الأمر. ثم جيء بالزبير فقال مثل ذلك وبايع وفي الزبير اختلاف ثم جيء بعده بقوم كانوا قد تخلفوا فقالوا نبايع على إقامة كتاب الله في القريب والبعيد والعزيز والذليل فبايعهم ثم قام العامة فبايعوا وصار الأمر أمر أهل المدينة وكأنهم كما كانوا فيه وتفرقوا إلى منازلهم.
وبويع يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة والناس يحسبون بيعته من [يوم] قتل عثمان.
وأول خطبة خطبها على حين استخلف حمد الله وأثني عليه ثم قال إن الله أنزل كتابا هاديا يبين فيه الخير والشر فخذوا بالخير ودعوا الشر الفرائض أدوها إلى الله تعالى يؤدكم إلى الجنة إن الله حرم حرمات غير مجهولة وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق لا يحل دم امرئ مسلم إلا بما يجب بادروا أمر العامة وخاصة أحدكم الموت فإن الناس أمامكم وإن ما [من] خلفكم الساعة تحدوكم فخففوا تلحقوا فإنما ينتظر بالناس أخراهم اتقوا الله عباد الله في بلاده وعباده إنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم أطيعوا الله عز وجل فلا تعصوه وإذا رأيتم الخير فخذوا به وإذا