كالزائر. فدخل عليها الأسود فأخذته غيرة فأخبرته برضاع وقرابة منها محرم، فأخرجه فلما أمسيا عملنا في أمرنا وأعلمنا أشياعنا وعجلنا عن مراسلة الهمدانيين والحميريين فنقبنا البيت [من خارج] ودخلنا وفيه سراج تحت جفنة واتقينا بفيروز كان أشدنا فقلنا: انظر ماذا ترى؟ فخرج ونحن بينه وبين الحرس [معه في مقصورة] فلما دنا من باب البيت سمع غطيطا شديدا والمرأة قاعدة؟ فلما قام على باب أجلسه الشيطان وتكلم على لسانه وقال: ما لي ولك يا فيروز؟ فخشي إن رجع أن يهلك وتهلك المرأة فعاجله وخالطه وهو مثل الجمل فأخذ برأسه فقتله ودق عنقه ووضع ركبته في ظهره فدقه.. ثم قام ليخرج فأخذت المرأة بثوبه وهي ترى أنه لم يقتله، فقال: قد قتلته وأرحتك منه، وخرج فأخبرنا فدخلنا معه فخار كما يخور الثور فقطعت رأسه بالشفرة. وابتدر الحرس المقصورة يقولون ما هذا؟ فقالت المرأة: النبي يوحى إليه فخمدوا، وقعدنا نأتمر بيننا فيروز. وداذويه. وقيس كيف نخبر أشياعنا؟ فاجتمعنا على النداء فلما طلع الفجر نادينا بشعارنا الذي بيننا وبين أصحابنا ففزع المسلمون. والكافرون، ثم نادينا بالأذان فقلت: أشهد أن محمدا رسول الله. وأن عيهلة كذاب. وألقينا إليهم رأسه، وأحاط بنا أصحابه وحرسه وشنوا الغارة وأخذوا صبيانا كثيرة وانتهبوا فنادينا أهل صنعاء من عنده منهم فأمسكه ففعلوا، فلما خرج أصحابه فقدوا سبعين رجلا فراسلونا وراسلناهم على أن يتركوا لنا ما في أيديهم ونترك ما في أيدينا ففعلنا ولم يظفروا منا بشيء وترددوا فيما بين صنعاء ونجران وتراجع أصحاب النبي صلى الله عليه
(٣٤٠)