فامنعوه، والمعتر فآووه، والباغي فنائوه. وأتته امرأة فقالت: إن نخلنا لسحيق وأن آبارنا لجرز، فادع الله لمائنا ونخلنا كما دعا محمد صلى الله عليه وسلم لأهل هزمان فسأل نهارا عن ذلك فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهم وأخذ من ماء آبارهم فتمضمض منه. ومجه في الآبار ففاضت ماء وأنجيت كل نخلة وأطلعت فسيلا قصيرا مكمما. ففعل مسيلمة ذلك فغار ماء الآبار ويبسن النخل - وإنما ظهر ذلك بعد مهلكه.
وقال له نهار: أمر يدك عنى أولاد بني حنيفة مثل محمد. ففعل وأمر يده على رؤسهم وحنكهم، فقرع كل صبي مسح رأسه، ولثغ كل صبي حنكه، وإنما استبان ذلك بعد مهلكه.
وقيل جاءه طلحة النمري فسأله عن حاله فأخبره أنه يأتيه رجل في ظلمة، فقال: أشهد أنك الكاذب وأن محمدا صادق، ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر، فقتل معه يوم عقرباء كافرا.
ولما بلغ مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء. وخرج إليه الناس وخرج مجاعة بن مرارة في سرية يطلب ثارا لهم في بني عامر، فأخذه المسلمون وأصحابه فقتلهم خالد واستبقاه لشرفه في بني حنيفة، وكانوا ما بين أربعين إلى ستين.
وترك مسيلمة الأموال وراء ظهره. فقال شرحبيل بن مسيلمة: يا بني حنيفة قاتلوا فإن اليوم يوم الغيرة، فإن انهزمتم تستردف النساء سبيات، وينكحن غير خطيبات، فقاتلوا عن أحسابكم، وامنعوا نساءكم. فاقتتلوا بعقرباء، وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة، وكانت قبله