شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار. قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا.
ثم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة وعاد إلى المدينة واستخلف على مكة عتاب بن أسيد وترك معه معاذ بن جبل يفقه الناس في الدين ويعلمهم القران، وحج عتاب بن أسيد بالناس وبم الناس تلك السنة على ما كانت العرب تحج، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في ذي القعدة أوذي الحجة.
وفيها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى جيفر وعياذ ابني الجلندي من الأزد بعمان مصدقا فاخذ الصدقة من أغنيائهم وردها على فقرائهم وأخذ الجزية من المجوس الذين بها وهم كانوا أهل البلد وكان العرب حولها، وقيل: سنة سبع.
وفيها تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية واسمها فاطمة بنت الضحاك بن سفيان فاختارت الدنيا حين خيرت، وقيل: إنها استعاذت منه ففارقها. وفيها ولدت مارية إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة فدفعه إلى أم بردة بنت المنذر الأنصارية فكانت ترضه وزوجها البراء بن أوس الأنصاري، وكانت قابلتها سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت أبا رافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بإبراهيم فوهب له مملوكا، وغار نساء النبي صلى الله عليه وسلم وعظم عليهن حين رزقت مارية منه ولدا.
وفيها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير إلى