بيده لجعيل خير من طلاع الأرض رجالا كلهم مثل عيينة والأقرع، ولكني تألفتهما ووكلت جعيلا إلى إسلامه.
وقيل: إن ذا الخويصرة التميمي في هذه القسمة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لم تعدل اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن يعدل إذا لم أعدل؟ فقال عمر بن الخطاب: ألا نقتله؟ فقال: دعوه ستكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم. قيل إن هذا القول إنما كان في مال بعث به علي من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمه بين جماعة منهم عيينة، والأقرع وزيد الخيل.
قال أبو سعيد الخدري: لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك الغنائم في قريش، وقبائل العرب ولم يعط الأنصار شيئا وجدوا في أنفسهم حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، فأخبر سعد بن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال: ما أنا إلا من قومي.. قال: فاجمع قومك لي في هذه الحظيرة. فجمعهم فأتاهم رسول الله فقال: ما حديث بلغني عنكم! ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وفقراء فأغناكم الله بي؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم بي؟ قالوا: بلن والله يا رسول الله ولله ورسوله المن والفضل. فقال: ألا تجيبوني؟ قالوا: بماذا نجيبك؟ فقال: والله لو شئتم لقلتم فصدقتم: أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فواسيناك. أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم؟! أفلا ترضون أن يذهب الناس بم الشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ والذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت امراءا من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت