فقلت لمن هذا الشعر يا جويرية قالت اما ترى تلك الكوة التي عليها الحمراء قلت أراها قالت من هناك نجم الشعر فقلت افحي قائله قالت هيهات لو أن لميت ان يرجع لطول غيبته كان ذلك فأعجبني فصاحة لسانها ورقة ألفاظها فقلت لك أبوان فقالت فقدت أكبرهما وأكثرهما وأجلهما ولي أم قلت فأين أمك قالت منك بمرأى ومسمع قال وإذا امرأة تبيع الخرز على ظهر الطريق بالحجفة ثم قالت يا أم شأنك فاستمعي من عمي ما يلقي إليك فقالت حياك الله هيه هل من جائية بخير قلت هذه بنيتك قالت كذا كان أبوها يقول قلت افتزوجينها قالت لعلة ما رغبت فيها فما هي فوالله ما لها جمال ولا لها مال قلت لحلاوة لسانها وحسن عقلها قالت أينا أملك هي أم انا قلت هي قالت فإياها فخاطب قلت تستحي ان تجيب في مثل هذا قالت ما هذا عندها انا أخبر بها فقلت يا جارية أما تسمعين ما تقول أمك قالت اسمع قلت فما عندك قالت بحسبك ان قلت تستحي في مثل هذا فإذا كنت استحي من شئ فلم افعله أتريد ان تكون الاعلى وانا بساطك لا والله لا يشد على رجل حواءه وانا أجد مذقة من لبن ابدا ولا يعد ابدا ان كان له بعد وقال الزبير عن عبد الله بن محمد المدني قال ما رؤيت ابنة عبد الله بن جعفر الطيار (عليه السلام) ضاحكة منذ تزوجها الحجاج فقيل لها لو تسليت فإنه أمر قد وقع قالت كيف وبم فوالله لقد البست قومي عارا لا يغسل درنه بغسل قال ولما مات عبد الله بن جعفر لم تبك عليه فقيل لها ألا تبكين على أبيك قالت والله إن الحزن ليبعثني وان الغيظ ليصمتني وقال إسحاق الموصلي قيل لحبي (المدنية) ما الجرح الذي لا يندمل قالت حاجة الكريم إلى اللئيم ثم لا يجدي عليه قيل لها فما الشرف قالت اعتقاد المنن في أعناق الرجال
(١٥٠)