في البحر الأخضر فقال معاوية يا بنية آل أبي سفيان اشجى بالرجال من أن تكوني كنت رجلا وذكر عن أبي الخطاب الأزدي انه لما قتل مروان بن محمد هجم عامر بن إسماعيل على الكنيسة التي فيها بنات مروان ونساؤه وقد أغلقن الأبواب دونهن فصحن وولولن فأخذ الخصي الموكل بهن فسئل عن أمره فقال أمرني مروان ان اضرب رقاب بناته وجواريه إذا قتل فجئ بابنتي مروان إلى عامر فسلمت عليه الكبرى منهن بالخلافة فقال لست بالخليفة ولكن خاله وعامله فأمر عامر برأس مروان فوضع حجر ابنته فقال أتعرفينه قالت نعم هذا رأس أبي عبد الملك فقال لها عامر معذرة إلى الله والى المسلمين إنما فعلت هذا بك قصاصا كما فعلتم برأس زيد بن علي (ع) إذ وضع في حجر والدته وكانت أمه ريطة بنت عبد الله ابن محمد بن الحنفية فهذا ما فعلتم والبادي أظلم ثم وجه بهما وبجواري مروان إلى صالح بن علي فلما دخلن عليه تكلمت بنت مروان الكبرى فسلمت عليه بالخلافة فقال لست بالخليفة ولكني عمه فقالت يا عم أمير المؤمنين حفظ الله لك من امرك ما تحب ان يحفظه وأسعدك في الأمور كلها بخواص كرامته وعمك بالعافية المجللة في الدنيا والآخرة نحن بناتك وبنات أخيك وابن عمك فليسعنا عدلك قال إذا لا يستبقى منكم أهل البيت أحدا رجلا ولا امرأة ألم يقتل أبوك بالأمس ابن أخي الامام في محبس حران ألم يقتل هشام بن عبد الملك زيد بن علي وصلبه وأمر بقتل امرأته فقتلها يوسف بن عمرو صبرا ألم يقتل الوليد بن يزيد يحيى بن زيد بخراسان واحرق خشبته وجثته فما الذي استبقيتم منا أهل البيت فقالت قد ظفرتم
(١٥٤)