يا للرجال لعظم هول مصيبة * فدحت فليس مصابها بالهازل الشمس كاسفة لفقد امامنا * خير الخلائق والإمام العادل يا خير من ركب المطي ومن مشى * فوق التراب لمحتف أو ناعل حاشا النبي لقد هددت قواءنا * فالحق أصبح خاضعا للباطل فقال معاوية قاتلك الله يا بنت صفوان ما تركت لقائل فقال مقالا اذكري حاجتك قالت هيهات بعد هذا والله لا سألتك شيئا ثم قامت فعثرت فقالت تعس شانئ علي فقال يا بنت صفوان زعمت إلا قالت هو ما علمت فلما كان من الغد بعث إليها بكسوة فاخرة ودراهم كثيرة وقال إذا انا ضيعت الحلم فمن يحفظه (بلاغات النساء في منازعات الأزواج في المدح والذم) (وصفاتهن لهم في منثور الكلام ومنظومه) قال أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي حدثنا أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم انا لك كأبي زرع قلت يا رسول الله وما أبو زرع فقال كان نسوة في الجاهلية إحدى عشر امرأة قعدن فتذاكرن أزواجهن فذم خمس ومدح ست فأما أولى الذوام (فقالت) زوجي لحم جمل غث بجبل وعر لا سهل فيرتقي ولا سمين فينتقي (تعنى) مهزولا على رأس جبل تصف قلة خيره كالشئ الصعب لا ينال إلا بالمشقة تقول ليس له نقي أي مخ يقال نقوت العظم ونقيته (يقول الشارح) شبهت قلة خيره بلحم الجمل الهزيل وشبهت سوء خلقه بالجبل الصعب المرتقى ثم قالت فلا الجبل سهل فيرتقى لاخذ اللحم ولو هزيلا لان الشئ المزهود فيه قد يؤخذ إذا وجد
(٧٦)