غير الله ولا شكواي إلا إلى الله فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا يرحض عنك عار ما اتيت إلينا ابدا والحمد الذي ختم بالسعادة والمغفرة لسادات شبان الجنان فأوجب لهم الجنة اسال الله ان يرفع لهم الدرجات وان يوجب لهم المزيد من فضله فإنه ولي قدير (كلام أم كلثوم عليها السلام) عن سعيد بن الحميري أبو معاذ عن عبد الله بن عبد الرحمن رجل من أهل الشام عن شعبة عن حذام الأسدي وقال مرة أخرى حذيم قال قدمت الكوفة سنة إحدى وستين وهي السنة التي قتل فيها الحسين (عليه السلام) فرأيت نساء أهل الكوفة يومئذ يلتدمن مهتكات الجيوب ورأيت علي بن الحسين (عليه السلام) وهو يقول بصوت ضئيل وقد نحل من المرض يا أهل الكوفة انكم تبكون علينا فمن قتلنا غيركم ثم ذكر الحديث وهو على لفظ هارون بن مسلم وأخبر هارون بن مسلم بن سعدان قال أخبرنا يحيى بن حماد البصري عن يحيى بن الحجاج عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليه السلام) قال لما ادخل بالنسوة من كربلاء إلى الكوفة كان علي بن الحسين (عليه السلام) ضئيلا قد نهكته العلة ورأيت نساء أهل الكوفة مشققات الجيوب على الحسين بن علي (عليه السلام) فرفع علي بن الحسين بن علي (عليه السلام) رأسه فقال الا ان هؤلاء يبكين فمن قتلنا ورأيت أم كلثوم (عليها السلام) ولم أر خفرة والله انطق منها كأنما تنطق وتفرغ على لسان أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد أومأت إلى الناس ان اسكتوا فلما سكنت الأنفاس وهدات الأجراس قالت ابدأ بحمد الله والصلاة والسلام على نبيه أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختر والخذل ألا
(٢٣)