قدمت الكوفة سنة إحدى وستين وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي (عليه السلام) فرأيت نساء أهل الكوفة يومئذ قياما يلتدمن مهتكات الجيوب ورأيت علي بن الحسين (عليه السلام) وهو يقول بصوت ضئيل قد نحل المرض يا أهل الكوفة انكم تبكون علينا فمن قتلنا غيركم وسمعت أم كلثوم بنت علي (عليها السلام) وهي تقول فلم أر خفرة والله انطق منها كأنما تنزع عن لسان أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأشارت إلى الناس ان أمسكوا فسكنت الأنفاس وهدات فقالت الحمد رب العالمين والصلاة على جدي سيد المرسلين أما بعد يا أهل الكوفة والحديث على لفظ ابن سعدان (كلام حفصة بنت عمر بن الخطاب) وقال العتبي قالت حفصة بنت عمر بن الخطاب في مرض أبيها عمر يا أبتاه ما يحزنك وفادتك على رب رحيم ولا تبعة لاحد عندك ومعي لك بشارة لا أذيع السر مرتين ونعم الشفيع لك العدل لم تخف على الله عز وجل خشنة عيشتك وعفاف نهمتك واخذك باكظام المشركين والمفسدين في الأرض ثم أنشأت تقول أكظم الغلة المخالطة القلب * وأعزى وفي القرآن عزائي لم تكن بغتة وفاتك وحدا * ان ميعاد من ترى للفناء ووجدت في بعض الكتب ان حفصة بنت عمر رحمه الله خطبت بعد قتل أبيها: الحمد لله الذي لا نظير له والفرد الذي لا شريك وأما بعد فكل العجب من قوم زين الشيطان أفعالهم وارعوى إلى صنيعهم ورب في الفتنة لهم ونصب حبائله لختلهم حتى هم عدوا الله باحياء البدعة ونبش
(٢٥)