يزيد فركب راحلته فمضى غير بعيد ثم اقبل مع طلوع الشمس فلما رآه أهل الحي قالوا هذا فلان بن فلان يزيد فلما دنا قال ما هذه الآنة قالوا الذلفاء ضربها شئ في هذه الليلة فلم تنم فقال جيئوني بماء فأتوه به فتفل فيه ورقا ثم قال اسقوها منه فلما شربته سكنت فقال أبوها واخوتها يا أبا خالد بم رقيتها قال برقية العقربان فقال الشيخ ألم أقل لكم انه ذكر ثم إن يزيد ركب راحلته فقالوا يا أبا خالد إلى أين قال أرتاد لكم السماء قالوا ما أنت ببارح وقد شفى الله الذلفاء على يدك حتى تقيم عندنا يومك وليلتك فأقام ورعدت السماء وبرقت فلما جنه الليل قال ويحك إني أشتهي ان انظر إلى محاسنك وبدنك فقالت فكيف لك بذلك قال تخرجين فتكونين وراء الخباء فإذا برقت بارقة رفعت ثوبك فنظرت إليك في وضوء البرق قالت ذاك لك فخرجت من وراء الخباء وقام يزيد إليها فقال أبوها أين تريد يا أبا خالد قال انظر إلى السماء أين قبلها ثم خرجت الذلفاء فأقبلت كلما برقت بارقة ترفع ثوبها فينظر إليها وصاح أبوها أقدم الخباء يا أبا خالد كيف ترى قبلها قال أراه قبلا حسنا يعدنا خيرا قال فمقبل علينا أم عليك قال بل علي دونكم قال ومر يزيد المقرط بثلاث أخوات من الاعراب وهو على بكر له فأناخ إليهن فجعل يحادثهن وقال نشدتكن الله هل اشتهيتن الرجال قط قلن أي والله قال فلتحدثني كل واحدة منكن بأشد شئ مر بها ولها ثلث بعيري قالت إحداهن أما أنا فإن فتى جاء فأناخ هاهنا فلما نظرت إليه وقع في قلبي فتركته حتى هدأت العيون فخرجت من الخباء أريده ونظرت بي أمي فقالت فلانه ما لك قلت غمزا وجدته في بطني
(١٦٤)