ولد الحارث بن عبد المطلب فشكت إليه ضنك المعيشة قال ما يحضرني الكثير ولا ارض لك بالقليل وانا على ظهر سفر فاقبلي ما حضر وتفضلي بالعذر ثم دعا مولى له فقال ادفع إليها ما بقي من نفقتنا وخذي هذا العبد والبعير فقالت بأبي أنت وأمي أجزل الله في الآخرة اجرك وأعلى في كعبك ورفع فيهما ذكرك وغفر لك يوم الحساب ذنبك فأنت والله كما قالت أم جميل بنت حرب بن أمية زين العشيرة كلها * في البدو منها والحضر ورئيسها في النائبات * وفي الرحال وفي السفر ورث المكارم كلها * وعلا على كل البشر ضخم الدسيعة ماجد * يعطي الجزيل بلا كدر (كلام لنساء متفرقات) (كلام الجمانة بنت المهاجر) حدثني عبد الله بن شبيب قال حدثني الزبير بن أبي بكر عن محمد بن محمد عن عبد الرحمن بن الحسن عن عمه ان الجمانة بنت المهاجر بن خالد بن الوليد نظرت إلى عبد الله بن الزبير وهو يرقا المنبر يخطب بالناس في يوم جمعة فقالت حين رأته رقى المنبر أيا نقار انقر يا نقار أما والله لو كان فوقه نجيب من بني أمية أو صقر من بني مخزوم لقال المنبر طيق طيق قال فأنمى كلامها إلى عبد الله بن الزبير فبعث إليها فاتي بها فقال لها ما الذي بلغني عنك يا لكاع قالت الحق أبلغت يا أمير المؤمنين قال فما حملك على ذلك قالت لا تعدم الحسناء ذاما والساخط ليس براض ومع ذلك فما عدوت فيما قلت لك ان نسبتك إلى التواضع والدين وعدوك إلى الخيلاء والطمع ولئن ذاقوا وبال أمرهم
(٤٠)