رأيت من عقلها وسمعت من كلامها فقلت له أبغض من مالك عشرة آلاف درهم فاني أرجو ان تكون أحمد مالك عاقبة قال فقال قد فعلت فخرجنا جميعا انا وهو حتى اتينا الخباء فإذا نحن بعمها فعرضنا عليه ذلك فقال يا هؤلاء والله ما لنا في أمورنا ولا أنفسنا شئ معها فكيف فيها ولكن أعرضوا عليها ما وصفتم ثم دخل الخباء فقال ها هي ذه قد خرجت تسمع ما تقولون قال فجلست خلف سجف لها ثم قالت اللهم حي العصابة بالسلام وأجزل لهم الثواب في دار المقام قل يا عم فاقبل عليها عمها فقال أي مفداة هذا عمك ونظير أبيك وقد خطبك علي ابن عمك نظيرك وقد بذل لك من الصداق عشرة آلاف درهم قال فأقبلت عليه فقالت يا عم أضرت بك الحاجة حتى طمعت طمعا أخل بمروءتك اتزوجني غلاما حضريا يغلبني بفطنته ويصول علي بمقدرته ويمنن علي بتفضله ويقول يا هنة بنت الهنة كلا ان الله واسع كريم قال فرجعنا والله مدحوضي الحجة مردودين الحاجة (وقال الأصمعي) عن أبان بن تغلب قال سمعت امرأة توصي ابنا لها وأراد سفرا فقالت أي بني أوصيك بتقوى الله فإن قليله أجدى عليك من كثير عقلك وإياك والنمائم فإنها تورث الضغائن وتفرق بين المحبين ومثل لنفسك مثال ما تستحسن لغيرك ثم اتخذه إماما وما تستقبح من غيرك فاجتنبه وإياك التعرض للعيوب فتصير نفسك غرضا وخليق ان لا يلبث الغرض على كثرة السهام وإياك والبخل بمالك والجود بدينك فقالت أعرابية معها أسألك إلا زدته يا فلانة في وصيتك قالت أي والله والعذر أقبح ما يعامل به الاخوان وكفى بالوفاء جامعا لما تشتت من الاخاء ومن جمع الحلم والسخاء فقد استجاد الحلة والفجور أقبح حلة وأبقى عارا
(٥٢)