بوجهها فقالت عباد الله ان أولياء الله في بلاده شهود على عباده وانا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لطيب الثناء فعليه رحمة الله وبركاته وما مثله في الناس إلا كما قال الشاعر في قيس بن عاصم عليك سلام الله يا قيس بن عاصم * ورحمته ما شاء ان يترحما فما كان قيس هلكه هلك واحد * ولكنه بنيان قوم تهدما سلام امرئ أودعته منك نعمة * إذا زار عن شحط بلادك سالما قال فتعجب الناس من كلامها وقال فصحاؤهم تالله ما رأينا كاليوم قط ولا سمعنا أفصح ولا أبلغ من هذه قال فبعث إليها مصعب بن الزبير فخطبها إلى نفسه فأبت عليه فما زال يتعاهدها ببره حتى قتل (السجستاني) عن الأصمعي عن أبان بن تغلب قال أتيت المقابر فإذا انا بصبية قد كادت تخفى بين قبرين لطافة وإذا هي تنظر بعين جؤذر فبينا هي كذلك إذ بدت لها كفان كأنهما لسان طائر بأطراف كأنها المداري وخضاب كأنه عنم ثم هبت الريح فرفعت عن برقعها فإذا بيضة نعام تحت أم رئال ثم قالت اللهم انك لم تزل قبل كل شئ وأنت بعد كل شئ وقد خلقت والدي قبلي وخلقتني بعدهما فآنستني بقربهما ما شئت ثم أوحشتني منهما إذ شئت اللهم فكن لي منهما مؤنسا وكن لي بعدهما حافظا قال فقلت يا صبية أعيدي لفظك فلم تسمع ومرت في كلامها ثم أعدت عليها فنظرت ثم قالت يا شيخ والله ما انا لك بمحرم فتحادثني محادثة أهلك أهلك أولى بك قال فاستخفيت بين القبور مستحييا مما قالت لي ثم سألت عنها فإذا هي أيم فاتيت صديقا لي فقلت له هل لك في أن يلم الله شعثك ويقر عينك قال وما ذاك قال فوصفت له الجارية وما
(٥١)