فقلت هذا والله وقت غناء البيت وهو آخر ما قالت انها تغناه فلما كادت نفسي تطفأ جاءني واحد بخلق ازار فألقاه علي وقال بادر ثكلتك أمك رحلك قبل ان يدركك السلطان فتنفضح قال وكان آخر العهد بها وكنت انا المجرد وانا لا أدري فانصرفت إلى رحلي مطحونا مرضوضا فلما خرجت من مكة جعلت زقاق العطارين طريقا فدنوت من بائع وأنا متنكر ووجهي مرضوض فقلت لمن هذه الدار قال لصفية جارية من آل أبي لهب قال العتبي أجمع نسوة فوصفن شهواتهن فقالت إحداهن أشتهيه كذراع الحوار يغص فيه السوار على مثه كالمرار وقالت الثانية اشتهيه عظيم الحوق رحيب الفوق وقالت الثالثة أشتهيه عريض الحين صاحبه مغرم بالطعن كأنما يطلبني بطعن وقالت الرابعة يا ليت عندي نعتكن أجمع * حتى أقضي حاجتي وأشبع حدثني العمري حفص بن عمر قال حدثنا الهيثم بن عدي قال حدثنا عطاء بن مصعب الملط القرشي قال قعد الخليل بن أحمد العروضي وأبو المعلى مولى لبني قشير عند قصر أوس بالبصرة فمرت بهما أم عثمان بنت المعارك من ولد المهلب بن أبي صفرة معها بنيات لها فجلست قريبا منهم تستريح وتروح فقال أبو المعلى للخليل يا أبا عبد الرحمن ألا أكلم هذه فقال له الخليل لا تفعل فإنهن أعد شئ جوابا والقول إلى مثلك سريع وكان أصلع شديد الصلع له شعرات في قفاه قد خضبها بالحمرة فقال يا هذه هل لك من زوج قالت لا رحمك الله وأحمد الله ولا لواحدة من بناتي قال فهل لك ان أتزوجك ويتزوج صاحبي هذا إحدى بناتك قالت الحمد لله تخطبني وقد
(١٧٢)