بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر: هذا كتاب بلاغات النساء وجواباتهن وطرائف كلامهن وملح نوادرهن واخبار ذوات الرأي منهن على حسب ما بلغته الطاقة واقتضته الرواية واقتصرت عليه النهاية مع ما جمعنا من أشعارهن في كل فن مما وجدناه يجاوز كثيرا من بلاغات الرجال المحسنين والشعراء المختارين وبالله ثقتنا وعليه توكلنا (كلام عائشة أم المؤمنين رحمها الله) حدثني عبد الله بن عمرو قال حدثني محمد بن أبي على البصري قال حدثنا محمد عبيد الله السدوسي قال حدثنا أبو المنهال سويد على بن سويد بن منجوف عن هشام بن عروة عن أبيه قال بلغ عائشة ان ناسا نالوا من أبي بكر فبعثت إلى جماعة منهم فعذلت وقرعت ثم قالت أبي ما أبيه لا تعطوه الأيدي ذاك والله حصن منيف وظل مديد انجح إذ أكديتم وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا استولى على الأمد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا يريش مملقها ويفك عانيها ويرأب صدعها ويلم شعثها حتى حلته قلوبها واستشرى في دينه فما برحت شكيمته في ذات الله عز وجل حتى اتخذ بفنائه مسجدا يحيى فيه ما أمات المبطلون وكان غزير الدمعة وقيذ الجوانح شجى النشيج فانصفقت عليه نسوان أهل مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزؤون به والله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون وأكبرت ذلك رجالات قريش فحنت قسيها وفوقت إليه سهامها فامتثلوه غرضا فما فلوا له صفاة ولا قصفوا له قناة ومر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه وأرست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا من
(٣)