أعاليها بالزلزلة التي كانت ببلاد مصر وكثير من بلاد الشأم والمغرب في ساعة واحدة، على ما وردت به علينا الأخبار المتواترة ونحن بفسطاط مصر، وكانت عظيمة جدا مهولة فظيعة، أقامت نحو نصف ساعة زمانية وذلك النصف من يوم السبت لثماني عشرة ليلة خلت من هذا الشهر، وهو اليوم الخامس من كانون الآخر من شهور السريانيين، واليوم التاسع من ديماه من شهور الفرس، والتاسع أيضا من طوبه من شهور القبط - وقد دخلنا أكثر المواضع المشهورة بكثرة الزلازل وعظمها مثل بلاد سيراف من ساحل فارس وهي بين جبل وبحر وبلاد الصيمرة من مهرجان قذف وماسبذان من أرض الجبال، وهي في سفح جبل عظيم يقال له كبر ومدينة أنطاكية من جند قنسرين والعواصم، من أرض الشأم وهي في سفح جبل مطل عليها وبلاد قومس وهي كثيرة الزلازل جدا وتغور أعين وتفور في مواضع أخر ذلك لعظم ذلك، فالبلد شديد الاختلال. وبين بلاد قومس وبين نيسابور جبل عظيم شامخ طويل كثير المياه والأشجار والثمار والأودية وفيه خلق من العباد يأكلون من تلك الثمار ويأوون إلى كهوف وغير ان هنالك يقال لهذا الجبل جبل مورجان، ومورجان قرية بقرب هذا الجبل والجبل بين هذه القرية وبين قرية من أعمال نيسابور تعرف بهفدرة تفسير ذلك سبعة أبواب، وذلك أول عمل خراسان لان قومس عمل مفرد بين الري وخراسان ومدنها بسطام وسمنان والدامغان، ولها جبل آخر عظيم بينها وبين طبرستان يقال له قارن، ومدينة آمل ويطل * عليها الجبل العظيم المعروف بدباوند ويقال إنه أعلى جبال العالم وكثير من مدن طبرستان وغير ذلك من البلاد - فلم أر أعظم أمرا من هذه الزلزلة ولا أطول مكثا، وذلك انى تبينت تحت الأرض كالشئ العظيم يحاكها مارا تحتها وهازا ومحركا لها، كأنه أعظم منها وكأنها كالنائية عنه، مع دوى عظيم في الجو
(٤٤)