ذكر السنة السادسة من الهجرة، وتعرف " بسنة الاستئناس " ثم سرية محمد بن مسلمة الأنصاري في المحرم إلى القرطاء من بنى أبى بكر ابن كلاب بناحية ضرية، بموضع يقال له البكرات، وضربة على سبعة أميال من المدينة ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى لحيان من هذيل، وكانوا بالقرب من عسفان خرج إليهم لهلال ربع الأول ثائرا بمن قتلوا من أصحابه بالرجيع فاعتصموا برؤوس الجبال وفيها بعث فيما قيل عمر بن الخطاب سرية إلى القارة، فاعتصموا بالجبال أيضا، وبعث هلال بن الحارث المزني إلى بنى مالك بن فهر فهربوا منه، وبعث بشر ابن سويد الجهني إلى بنى الحارث بن كنانة فاعتصموا بغيضة فأضرمها عليهم عليهم فاحترقوا، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ورجع إلى المدينة ولم يلق كيدا، وكان استخلف عليها ابن أم مكتوم، وكانت غيبته أربع عشرة ليلة ثم غزوته صلى الله عليه وسلم الموضع المعروف بذى قرد من طريق خيبر وهو على ليلتين من المدينة، وكان عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، أغار على لقاحه وهي بالغابة، وهي على بريد من المدينة أو أكثر.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لأربع خلون من شهر ربيع الأول فاستنقذ بعضها وعاد إلى المدينة وكان استخلف عليها ابن أم مكتوم، وكانت غيبته خمس ليال ثم سرية سعد بن عبادة الخزرجي إلى الموضع المعروف بالغميم