خمسة عشر يوما ثم تمر دجلة بمدينة السلام، فإذا خرجت عنها صبت إليها أنهار كثيرة من الجانب الشرقي منها ديالى ونهر بين والنهروان، ومخرجه من جبال أرمينية وسيسر من بلاد آذربيجان وشهرزور وبلاد الصامغان، ثم يجتمع وينتهي إلى الموضع المعروف بباصلوى. ومما يلي جلولا وخانقين من طريق خراسان فسمى هناك تامرا، ويستمد من القواطيل الآخذة من دجلة ويصير إلى الموضع المعروف بباجسرى على فرسخين من دسكرة الملك، وهناك يسمى النهروان ويمر ببلاد بعقوبا ويشق مدينة النهروان وهي جانبان وجسر بوران وعبرتا وبرزاطيا واسكاف بنى الجنيد ويصب إلى دجلة بناحية جرجرايا، ثم تصير دجلة إلى واسط حتى تصب في بطيحة البصرة وتنتهي إلى البحر وقد ذكرنا (في كتاب الاستذكار) سبب انخراق دجلة وخروجها عن عمودها وذلك في أيام كسرى ابرويز ملك فارس وكان مجراها في جوخى وتغريقها.
طسوج الثرثور من بلاد كسكر وغيره حتى صارت بطائح على ما قدمنا. وآثار عمود دجلة إلى وقتنا هذا بين فم الصلح وبهندف وبادرايا وبا كسايا وفامية العراق إلى بلاد باذبين ودبربى وقرقوب والطيب وشابرزان والدرمكان إلى نهر جور والى المذار، وقد يصب في الفرات ودجلة أنهار كثيرة مثل سر بط وساتيدما وأرسناس والزرم ونهر دوشا - وهو بين جزيرة ابن عمر وباسورين وخابور دجلة ومصبه إليها بين باسورين وقبر سابور ومخرجه من عين تعرف بعين البطريق من ارض الزوزان من بلاد أرمينية ويمر بين الجبل الجودي وجبل التنين وغيره وعليه قصور على بن داود الكردي من الرهزادية وغيره، وسفان ومخرجه من ناحية العمر وقارة والجبل المعروف بعلم الشيطان مما يلي