الكتاب مع اشتراطنا على أنفسنا فيه الاختصار والايجاز وفى القليل كفاية لمن كان له بالعلم عناية وكل ما كان على رأس قبة الأرض وراءها إلى الشق الشرقي فهو عند أهل الشق الغربي ارفع، لجهات منها ان المشرق لطلوع الكواكب وظهور النهار والمغرب لهبوطها وانخفاضها * والثانية ان المشرق ذكر والمغرب أنثى وقسم هذا الكواكب المذكرة وقسم ذلك الكواكب المؤنثة والذكر ابدا أعلى من الأنثى، والثالثة ان حركة الفلك إلى المشرق هي ارتفاعه وحركته إلى المغرب هي انخفاضه والرابعة وهي الوجه العياني والمذهب القياسي انا نجد بلد فارس ارفع من العراق والعراق أرفع من الشأم والشأم ارفع من مصر والإسكندرية من ذلك أن حساب بغداد مثل محمد بن موسى الخوارزمي ويحيى بن أبي منصور وسند بن علي وأبى معشر وغيرهم وجدوا طول بغداد من المشرق مائة درجة وعشر درجات يريدون من أفق القبة إلى وسط سماء بغداد وذلك يعرف بساعات وسط الكسوف في المواضع المختلفة المتباعدة ووجد ابطلميوس على ما عبر عنه ثاون الإسكندراني طول الإسكندرية من المشرق مائة وتسع عشرة درجة ونصفا فإذا طرحنا بعد بغداد من بعدها بقى تسع درجات ونصف فقلنا تطلع الشمس ببغداد قبل الإسكندرية بثلثي ساعة غير ثلثي عشر ساعة، وكذلك تخالف البلاد في العروض من ذلك أن ارتفاع القطب الشمالي عن أفق صنعاء من بلاد اليمن أربع عشرة درجة ونصف وارتفاعه على بغداد ثلاث وثلاثون درجة وكسر، ومن هذا يطول النهار في بلد ويقصر في بلد ومن الدليل على ذلك أن ارتفاع سهيل في وسط سمائه على اليمن ثلاث وعشرون درجة وهو بالعراق على خط الأفق وبخراسان لا يرى ولا تغيب بنات نعش هنالك وتغيب باليمن وأشباه لهذا كثيرة قال المسعودي: وقد كان وزير المتوكل عبيد الله بن يحيى بن خاقان لما امر
(٤١)