وبخاري وسمرقند وأشرو سنة من بلاد خراسان وكلما في الأقاليم من المدن فعلى خط واحد وان كان ذلك مختلفا عند من لا علم له بهذه الأمور لما يرى من اختلاف وضع هذه المدن وبعد المسافات بينها طولا وعرضا، والأقاليم كلها مستقيمة كذلك رأيتها في الصورة المأمونية وغيرها وأهوية هذه المواضع تختلف وان اتفقت فيما ذكرنا من العرض وغيره لآفات وعوارض من ذلك أن يكون بخارات بادرة وفى أعماق الأرض فتظهر فتكون سبيل تلك المواضع من الأرض ان ما يتولاها من الكواكب يوجب تأثير الحرارة فبها فيغلب ما ظهر من البرودة منها عليها تدفع فعل الكواكب، كالسروات من ارض التهائم وهي ثلاث سراة منها ما بين تهامة ونجد، أدناها وج وهي الطائف، وأقصاها قرب صنعاء من ارض اليمن والسروات ارض عالية وجبال مشرفة يجب ان تكون حارة لتأثير الكواكب الا أن ما يظهر من بخار الأرض يغلب على البلد فصار باردا وكذلك أيضا دمشق عرضها وعرض بغداد واحد على ما ذكرنا فيما تقدم فيجب ان تكون حارة كحر بغداد، الا ان البرد يغلب عليها لما يظهر من بخار الأرض من البرودة فكان الحكم له، وكذلك قد تكون مواضع من الأرض ما يتولاها من الكواكب يوجب تأثير البرودة فيها فيظهر من قعور الأرض بخارات كثيرة حارة فتدفع ذلك وتصير الحكم لها وتجعل ذلك البلد حارا ككثير من البلدان الحارة وقد تكون بقاع من الأرض يغلب على ما يظهر منها من البخار البارد تأثيرات الكواكب بالحر فيكون الحكم له ويغلب على ما ظهر منها من البخار الحار تأثيراتها بالبرد فيكون الحكم له ولعلل غير ذلك يطول ذكرها هي موجودة في كتب المتقدمين على الشرح والايضاح وقد قدمنا فيما سمينا من كتبنا لمعا من ذلك فأغنى عن اعادته في هذا
(٤٠)