قال المسعودي: وكثير ممن تقدم وتأخر من أهل صناعة النجوم إذا حصلوا أمر بغداد قالوا عرض وسط الإقليم الثالث أي بعده من خط الاستواء ثلاثون درجة واثنتان وثلاثون دقيقة وعرض وسط الإقليم الرابع ست وثلاثون درجة ثم قالوا عرض بغداد ثلاث وثلاثون درجة وتسع دقائق فبغداد إذا عندهم كأنها قريبة من أن تكون بين وسطى الإقليمين الثالث والرابع والأكثر منهم يرى أنها من الإقليم الرابع على ما ذكرناه، وممن يرى ذلك من تقدم مارينوس ودورثيوس وغيرهما من الفلكيين وعرض كل بلد هو بعده عن خط الاستواء وان شئت قلت ارتفاع القطب عليه ان كان في النصف الشمالي من الأرض فارتفاع القطب الشمالي وان كان في النصف الجنوبي من الأرض فارتفاع القطب الجنوبي، لأنه كلما تباعدت المدينة عن خط الاستواء درجة ارتفع أحد القطبين درجة وانخفض الآخر درجة والطول هو بعد المدينة من المغرب وربما كان بعدها من المشرق ومن المغرب إلى المشرق مائة وثمانون درجة فعرض بغداد ثلاث وثلاثون درجة وطولها سبعون درجة وكذلك عرض دمشق وعرض بغداد واحد وطول دمشق ستون درجة، وكذلك عرض مدينة القيروان من بلاد إفريقية من ارض المغرب، وكذلك أيضا عرض بيت المقدس وقيسارية وصيدا وصور وأنطاكية ومدينة السيرجان من ارض كرمان ومما عرضه ثلاثون فسطاط مصر والبصرة وشيراز وشينيز وجنابا ومهروبان وتوج من ارض فارس والقندهار من أرض السند، ومما عرضه ست وثلاثون درجة مدينة حلب من جند قنسرين من أرض الشأم ومنبج وبالس والرقة ونصيبين ونهاوند من الماهات وهمذان وطرسوس من الثغر الشأمي وقم والري والموصل وبلد وسميساط وجسر منبج ودباوند وقومس ومدينة نيسابور
(٣٩)