ذكر ملوك الفرس الثانية وهم الساسانية، وهي الطبقة الخامسة من ملوكهم كان أولهم أردشير بن بابك بن ساسان بن بابك من ولد بهمن بن أسفنديار * بن كيبشتاسب بن كيلهراسب، وهو الذي أزال ملوك الطوائف، ويسمى ملكه " ملك الاجتماع " ملك أربع عشرة سنة وشهورا، ثم زهد في الملك وسلمه إلى ولده سابور، وتفرد بالعبادة وبعد ملكه مذ قتل أردوان الملك وكان من أعظم ملوك الطوائف بالعراق، وقد ذكرنا السبب في مبدأ ظهور أردشير وخير داعيه تنشر الزاهد، وفى الناس من يسميه دوشر، وكان أفلاطوني المذهب من أبناء ملوك الطوائف، أفضى ملك أبيه إليه بأرض فارس، فزهد فيه وكيف دعا إلى أردشير وبشر بظهوره، وبث الدعاة في البلاد لذلك ووطأ له الامر، حتى اجتمع له الملك، واستظهر على جميع ملوك الطوائف، ولتنشر رسائل حسان في أنواع السياسة الملوكية والديانية يخبر عن أردشير وحاله، ويعتذر عنه مما فعل في ملكه من أمور أحدثها في الدين والملك، لم تعد لاحد من الملوك قبله، وأن ذلك هو الصلاح لما توجبه الأحوال في ذلك الزمان منها رسالته إلى ماجشنس المقدم ذكرها ورسالته إلى ملك الهند وغيرهما من رسائله الثاني سابور بن أردشير ملك إحدى وثلاثين سنة وستة أشهر وفى أيامه كان " مانى " واليه تضاف " المانوية " من أصحاب الاثنين الثالث هرمز بن سابور، ملك سنة وعشرة أشهر الرابع بهرام بن هرمز، ملك ثلاث سنين وثلاثة أشهر، وقتل مانى وعدة من متبعيه وذلك بمدينة سابور فارس
(٨٧)