وعرف الحلال والحرام، لا يدخله فتور عند حادثة، ولا تعرض له ونية عند مخوفة، يجود بالأموال حتى يقال هو اسمح الناس، ويمنع في الأوقات حتى يقال هو أبخل الناس ويسوس سياسة الملوك، ويثب وثوب الأسد العادي، لا يبالي أن يحرس ملكه بهلاك غيره، وخلف من الأموال ما لم يجتمع مثله لخليفة قبله ولا بعده، وهو تسعمائة الف الف وستون الف ألف ففرق المهدى جميع ذلك حين أفضى الامر إليه واستوزر خالد بن برمك مديدة، ثم غلب عليه أبو أيوب المورياني الخوزي فاستوزره، وقد أتينا بخبر مقتله وخبر من طرأ بعده من الوزراء فيما سلف من كتبنا، ثم استوزر مولاه الربيع، وكتب له عدة غير هؤلاء منهم سليمان بن مجالد وعبد الحميد بن عدي، وابن أبي عطية الباهلي وكان نقش خاتمه " الله ثقة عبد الله وبه يؤمن " وعلى قضائه يحيى ابن سعيد الأنصاري، وأبان بن صدقة، وعثمان بن عمرو البتي، وعبد الله بن محمد بن صفوان، وحاجبه عيسى بن روضة، وأبو الخصيب مرزوق مولاه، والربيع مولاه قبل أن يستوزره ذكر خلافة المهدى محمد بن عبد الله المنصور وبويع المهدى محمد بن عبد الله المنصور ويكنى أبا عبد الله وأمه أم موسى ابنة منصور بن عبد الله بن شهر الحميري ثم الرعيني في الوقت الذي توفى فيه المنصور، وتوفى بالرذ والراق من أرض ماسبذان من الجبال، لسبع بقين من المحرم سنة 169، وله اثنتان وأربعون سنة وكانت خلافته عشر سنين وخمسة وأربعين يوما، وكان حسن الوجه والجسم
(٢٩٦)