وقد قدمنا في أول أخبار الروم من هذا الكتاب أن عدة ملوك الروم ثمانية وسبعون ملكا من الصابئين والمتنصرة قبل الاسلام وبعده وان مدة سنيهم إلى ملك قسطنطين هذا تسعمائة سنة وست وستون سنة وشهر وفصلنا ما ملكه الصابئون والمتنصرة فإذ قد ذكرنا الروم وأنسابهم وتأريخ سنيهم وطبقات ملوكهم إلى وقتنا هذا فلنذكر الآن حدود بلادهم وبنودهم وما يتصل منها بالبحار وما لا يتصل ذكر بنود الروم وحدودها ومقاديرها، وما يتصل منها بالخليج، وبحر الروم والخزر وما اتصل بذلك من اللمع المنبهة على ما تقدم من تأليفنا فيما سلف من كتبنا أرض الروم أرض واسعة في الطول والعرض آخذة في الشمال بين المشرق والمغرب، مقسومة في قديم الزمان على أربعة عشر قسما: أعمال مفردة، تسمي البنود كما يقال: أجناد الشام، كجند فلسطين، وجند الأردن، وجند دمشق، وجند حمص، وجند قنسرين. غير أن بنود الروم أوسع من هذه الأجناد وأطول والروم يسمون بلادهم أرمانيا، ويسمون البلاد التي سكانها المسلمون في هذا الوقت من الشأم والعراق سوريا.
والفرس إلى هذا الوقت تقارب الروم في هذه التسمية، فيسمون العراق والجزيرة والشأم " سورستان " إضافة إلى السريانيين الذين هم الكلدانيون ويسمون سريان ولغتهم سورية وتسميهم العرب النبط.
فالبند الأول يسمى " الافتى ماتى " تفسير ذلك الاذن والعين وهو " بند