ولا يحويه لعظمه كتاب.
ذكر الإقليم الرابع ووصفه وفضله على سائر الأقاليم، وما خص به ساكنوه من الفضائل التي باينوا بها سكان غيره منها وما اتصل بذلك من الكلام في عروض البلدان وأطوالها والأهوية والترب والمياه وتأثيراتها وغير ذلك الإقليم الرابع يضاف إلى بابل ويعرف بها وكان اسمه بالكلدانية وهي السريانية خنيرث وبه كانت تسميه جميع طبقات الفرس، وكانت بابل تسمى بالفارسية والنبطية بابيل ومن حكماء الفرس والتبط من يذهب إلى أنها سميت بهذا الاسم اشتقاقا من اسم المشترى وهو بلغتهم الأولى بيل لتوليه هذا الإقليم ووقوعه في قسمته وحدود هذا الإقليم الشريف المفضل على سائر الأقاليم مما يلي ارض الهند الديبل ومما يلي الحجاز الثعلبية من طريق العراق إلى الحجاز ومما يلي الشأم نصيبين ومما يلي خراسان نهر بلخ، وقد ذكرنا فيما سلف من هذا الكتاب ما قيل في حدوده أيضا عند ذكرنا الأقاليم فعلى هذا التحديد قد دخل في هذا الإقليم ما دون النهر من خراسان والجبال كلها من الماهات وغيرها والعراق بأسره وغير ذلك، ولم يعرف ما حواه هذا الإقليم من ذلك أجمع الا ببابل لفضل موضعها وجلالة صقعها لان ذوي المعرفة من الناس انما ينسبون الشئ إلى الأفضل المشهور ولولا أن بابل كذلك ما نسبوا هذا الإقليم مع سعة ارضه وجلالة ما حوى من البلدان إليه، وهذا الإقليم وسط الأقاليم السبعة وأعدلها وأفضلها وبلد العراق وسطه فهو شرف الأرض وصفوتها، أعدلها غذاء وأصفاه هواء متوسط بين إفراط الحر والبرد وموضعه الموضع الذي ينقسم فيه الزمان أربعة اقسام فلا يخرج ساكنوه من