السند هند، ولم يخالف الخوارزمي فيه الا بدقائق، والثالث الشاه، فإذا قيل زيج حبش مطلقا فإنما يراد به الممتحن والذي حكاه عن ابطلميوس فهو قانون ثاون، وثاون عن المجسطي أخذ وذكر أصحاب زيج الشاه أنه في عشرين درجة من الجوزاء، وذكر أصحاب زيج الممتحن أنه كان في السنة التي قبس فيها وهي، سنة 217، على ما قدمنا في هذا الباب في اثنتين وعشرين درجة وتسع وثلاثين دقيقة من الجوزاء وذهب ما شاء الله المنجم إلى أن أوج الشمس هو عضادة عدل الله بها الفلك، وهذا أحد ما عنت به، وما ذهب إليه الهند وغيرها من أن الأوج يتحرك في كل مائة سنة درجة واحدة، فيكون مقامه في كل برج ثلاثة آلاف سنة وقطعه الفلك في ستة وثلاثين ألف سنة وكيفية تنقله ودورانه إذا انتقل عن البروج الشمالية إلى الجنوبية انتقلت العمارة فصار الشمال جنوبا والجنوب شمالا والعامر غامرا والغامر عامرا.
وأنه لا خلاف بين حكماء الهند والكلندانيين والمصريين واليونانيين والروم وغيرهم، وبين منجمي عصرنا وفلكية وقتنا أنه في برج الجوزاء، وإنما التنازع بينهم في ثباته وتنقله على ما ذكرنا ولثابت بن قرة الصابئ الحراني رسالة في نصرة رأى أبرخس على أن لأوج الشمس حركة مخالفا لقول ابطلميوس، وقد امتحن هذه الرسالة عدة من أهل الهندسة فوجدوا الأوج في أربع وعشرين درجة ودقائق كثيرة تكون من أول الحمل أربعا وستين درجة ودقائق كثيرة.
وهذا خلاف لما ذكر أصحاب رصد الممتحن، لأنهم أجمعوا - إلا محمد بن جابر البتاني الحراني - على أن بعد الأوج من رأس الحمل اثنتان وثمانون درجة وتسع وأربعون دقيقة