أول الحساب بالشهور والرؤية يوما واحدا الا انهما يتساويان على مرور الزمان وأيام العرب التي تعد بها من غروب الشمس وهي الأيام السبعة التي أولها الأحد ابتداؤه من غروب الشمس من يوم السبت وآخره غروبها في يوم الأحد وكذلك سائر الأيام، وانما جعلوا ابتداء كل يوم بليلته من وقت غروب الشمس لأجل انها تعد أيام الشهر من وقت رؤية الهلال ورؤية الهلال تكون عند غروب الشمس فأما من سمينا من الأمم ممن لا يراعى في الشهور رؤية الأهلة فان النهار عندهم قبل الليل وابتداء كل يوم بليلته من وقت طلوع الشمس إلى وقت طلوعها من الغد قال المسعودي: وقد كان العرب في الجاهلية تنسئ لأجل اختلاف الزمان والمواقيت وما بين السنة الشمسية والقمرية وفيه أنزل " انما النسئ زيادة في الكفر " وكان المتولون لذلك النسأة من بنى الحارث بن كنانة بن مالك ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، أولهم أبو ثمامة جنادة بن عوف بن أمية وكان يعرف بالقلمس وبه سمى من بعده من النسأة فقبل القلامس وكانوا ينسئون في كل ثلاث سنين شهرا يسقطونه من السنة ويسمون الشهر الذي يليه باسمه، ويجعلون يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر الثامن والتاسع والعاشر من ذلك الشهر، فيكون ذلك دائرا في سائر شهور السنة موجبا، وكانوا بذلك مقاربين لغيرهم من الأمم في مدة زمان سنتهم الشمسية. فلم يزالون على ذلك إلى أن ظهر الاسلام وفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فوجه أبا بكر في السنة التاسعة من الهجرة على الموسم فحج بالناس وهي آخر حجة حجها المشركون وكان الحج في تلك السنة اليوم العاشر من ذي القعدة ونزلت آيات من سورة براءة فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب عليه السلام وأمره بقراءتها على الناس بمنى، وكانت الأشهر التي قال " فسيحوا في الأرض أربعة
(١٨٦)