بأمر رسول الله أول خافق * عليه لواء لم يكن لاح من قبلي ثم سرية عبيد بن الحارث إلى رابغ، وهي على عشرة أميال من الجحفة لمن أراد من المدينة قديدا، وذلك في شوال لثمانية أشهر من قدومه المدينة، فلقي أبا سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف على الماء المعروف بأحياء. وكان أبو سفيان في مائتين، وعبيدة في ستين راكبا من المهاجرين. وكان بينهم رمى من غير سل السيوف وكان أول من رمى بسهم في الاسلام سعد بن أبي وقاص مالك بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في هذه السرية، وفى ذلك يقول سعد:
ألا هل أتى رسول الله أنى * حميت صحابتي بصدور نبلي فما يعتد رام في معد * بسهم يا رسول الله قبلي وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة ابنة أبى بكر في شوال، وهي بنت سنين، وقيل دون ذلك، وكان تزوجها بمكة وهي ابنة سبع وقيل ست ثم سرية سعد بن أبي وقاص في ذي القعدة على تسعة أشهر من مهاجرته في عشرين رجلا إلى الخرار، وهو من الجحفة قريب من خم، يعترض عيرا لقريش فوافى الموضع وقد سبقه العير.
وفى هذه السنة ولد عبد الله بن الزبير بن العوام، وكان أول مولود ولد في دار الهجرة للمهاجرين، والنعمان بن بشير الأنصار، وهو أيضا أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة.
وفيها كانت وفاة أبى أمامة أسعد بن زرارة الخزرجي من بنى غنم بن مالك ابن النجار في شوال وفيها كان إسلام عبد الله بن سلام.