إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال إذا قربت من موضع كان الصيف، وإذا بعدت عنه كان الشتاء، وأنه إذا كان في مكان نهار كان في ضده ليل، وإذا كان في موضع ليل كان في ضده نهار، وأن نصف الأرض ابدا نهار ونصفها أبدا ليل، والشمس حيث كانت من جميع نواحي الأرض الأربع فإنها انما تضئ على نصف الأرض سواء ربع أمامها وربع خلفها وربع عن يمينها وربع عن شمالها، وذلك تمام نصف الأرض والنصف الآخر ستره أن تضئ فيه كثافة الأرض وتدويرها فيكون في ذلك النصف الذي لا تضئ فيه الليل لان الليل ظل الأرض إذا ستر بعضها عن بعض ضوء الشمس، فحيثما كانت الشمس فهناك النهار، وحيث لا ترى فهناك الليل.
وما ذهبوا إليه من أن أقواما يشتون مرتين ويصيفون مرتين في سنة واحدة وهم أهل خط الاستواء الذي يقسم مجرى الشمس بنصفين يأخذ من الشرق حتى يعود إلى الشرق والمدن التي على هذا الخط فزان وأزين وعدن والشحر، وغير ذلك من البلاد.
وأن الشمس إذا صارت إلى أول برج الحمل كان الحر عندهم مفرطا جدا، وإذا صارت إلى السرطان زالت عن سمت رؤوسهم أربعا وعشرين درجة التي هي الميل فشتوا، ثم تعود الشمس إليهم إذا صارت إلى أول الميزان فيصيفون ثانية ويشتد الحر عليهم، فإذا هي زالت إلى ناحية الربع الجنوبي وصارت إلى أول الجدي شتوا ثانية، وأنهم على هذا الترتيب يصيفون مرتين ويشتون مرتين، غير أن شتاءهم أبدا قريب من صيفهم وأنه قد يكون في بعض المواضع مقدار شهر من الصيف نهار كله، لا ليل فيه. وشهر من الشتاء ليل، لا نهار فيه. وتكون العشرة أشهر الباقية من السنة