لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ١٤٠
عزر واعتقل فيها ومنع أهل سوق الكتب من بيعه، وكان يحفظ كفاية المتحفظ والفصيح لثعلب وله اتساع في نقل اللغة وفي الاطلاع على طرق الحديث وكان دائم الاشتغال منجمعا عن الناس، وقد ولي التدريس بأماكن منها الظاهرية وليها بعد شيخه ابن سيد الناس وجامع القلعة والمدرسة الصرغتمشية والجامع الصالحي وقبة خانقاه

إلى جانبه وحال دون ما يريدون، وحاشاه ان يصدر عنه ما يمس بالصديقة وحاشا هذا الأمير الورع العالم الذي شهر بدينه وزهده في تواريخ المعتبرين ان يكون في جانبه لولا تحقق براءته مما وصموه به ولكن المنافسات بين القرناء لها شؤون في جميع القرون لا سيما إذا كان بينهم تزاحم في المناصب أو تخالف في المذاهب ولولا تولية المترجم مشيخة الحديث بالظاهرية بعيد وفاة شيخه ابن سيد الناس لما بدت كوامن الحسد من أقرانه المخالفين له في المذهب الظانين ان هذا العلم وقف عليهم، تارة يتكلمون في اسناده عن شيوخ له بأشياء لا حجة فيها وطورا في كتبه كما ترى مع أنه في معرفة المؤتلف والمختلف والأنساب واللغة وطرق الحديث لا تجد بين معاصريه من يوازنه بل الحق ان الناس بعده عالة في الرجال على كتبه وعلى كتب المزي فقط، ومن اطلع على التهذيب وعلى الاكمال ثم على ما كتبه الناس لا يرتاب في ذلك. ولا يضره ان يكون له أوهام معدودة فمن ذا الذي لا يهم من المكثرين، واكمال ابن الملقن كنسخ لاكماله عفوا بلا تعب كما أن شرحه للبخاري كذلك، وكان من جملة ما يثير خواطر معاصريه انه كان يكشف الستار عن وجوه الجرح والتعديل ويثبت في كتبه في الرجال من الكلام فيهم ما لم يعهدوه وما يقصر علمهم عنه وهذه جريمة لا تغفر عندهم سامحهم الله.
(١٤٠)
مفاتيح البحث: العفو (1)، الضرر (1)، الوفاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست