لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ٣٢٨
الحديث عن شيخنا الحافظ زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين
كان ابن حجر يجله ولم يكن بينهما أدنى حزازة) في مقدمة شرحه على الهداية في حق ابن حجر: وكان كثير التبكيت في تاريخه على مشايخه وأحبابه وأصحابه لا سيما الحنفية فإنه يظهر من زلاتهم ونقائصهم التي لا يعرى عنها غالب الناس ما يقدر عليه ويغفل ذكر محاسنهم وفضائلهم الا ما ألجأته الضرورة إليه فهو سالك في حقهم ما سلكه الذهبي في حقهم وحق الشافعية حتى قال السبكي انه لا ينبغي ان يؤخذ من كلامه ترجمة شافعي ولا حنفي وكذا لا ينبغي ان يؤخذ من كلام ابن حجر ترجمة حنفي متقدم ولا متأخر اه ومن راجع تراجم الرجال في كتبه ثم فحص عنهم في تواريخ غيره ممن لم يتغلب عليه تعصب وهوى يجد صواب ما يقوله ابن الشحنة ماثلا امام عينه مهما تحزب السخاوي لشيخه، ولو تصون من مثل ذلك لكان أحسن. ومما يجلب النظر لما فيه من العبر رؤيا يحكيها ابن حجر عن نفسه ولها تأثيرها عليه في استرساله في هذا الوادي حيث يقول في (المجمع المؤسس):
رأيت ابن البرهان بعد موته فقلت له أنت ميت قال نعم قلت ما فعل الله بك فتغير تغيرا شديدا حتى ظننت انه غاب ثم أفاق فقال نحن الآن بخير لكن النبي صلى الله عليه وسلم عتبان فقلت لماذا قال لميلك إلى الحنفية فاستيقظت متعجبا وكنت قلت لكثير من الحنفية اني لأود لو كنت على مذهبكم فقالوا لماذا فقلت لكون الفروع مبنية على الأصول فاستغفرت الله من ذلك اه وابن البرهان الظاهري هذا قد سبق ذكر فتنه في ترجمة الياسوفي وعنه يقول أيضا ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب: كانت نفسه تطمح إلى المشاركة في الملك وليس له قدم فيه لا من عشيرة ولا من وظيفة ولا من مال.. فاستقرأ جميع الممالك فلم يبلغ قصدا ثم رجع إلى الشام فاستغوى كثيرا من أهلها ومن أهل خراسان اه وغريب جدا من مثل ابن حجر ان يعول على الرؤيا في المسائل العلمية لا سيما على رؤيا مثل ابن البرهان وقد