أوذي بمكة، فراح إلى مصر، وبالغ في الانكار، فطردوه، وآذوه، وكان إذا خاف من البطش به خلط وتباله.
ثم سكن الثغر مدة، ثم ركب البحر إلى المغرب، وقد رأى أنه شرب ماء البحر مرتين، وأخذ ينكر في المركب على الناس، وألزمهم بالصلاة، فآذوه، فقدم المهدية (1) وعليها ابن باديس، فنزل بمسجد معلق، فمتى رأى منكرا أو خمرا، كسر وبدد، فالتف عليه جماعة واشتغلوا عليه، فطلبه ابن باديس، فلما رأى حاله، وسمع كلامه، سأله الدعاء، فقال: أصلحك الله لرعيتك.
وسار إلى بجاية، فبقي ينكر كعادته، فنفي، فذهب إلى قرية ملالة، فوقع بها بعبد المؤمن (2) الذي تسلطن، وكان أمرد عاقلا، فقال: يا شباب، ما اسمك؟ قال: عبد المؤمن، قال: الله أكبر، أنت طلبتي، فأين مقصدك؟ قال: طلب العلم، قال: قد وجدت العلم والشرف، اصحبني، ونظر في حليته، فوافقت ما عنده مما قيل: إنه أطلع على كتاب الجفر (3)، فالله أعلم، فقال: ممن أنت؟ قال من