قام في الملك بعد أبيه، وخلع على قواده وعدل، وافتتح حصونا ما قدر أبوه عليها، وكان عالما، كثير المطالعة، جوادا ممدحا، مقربا للعلماء، وفيه يقول أبو الصلت أمية الشاعر (1):
فارغب بنفسك إلا عن ندى ووغى * فالمجد أجمع بين البأس والجود كذاب يحيى الذي أحيت مواهبه * ميت الرجاء بإنجاز المواعيد معطي الصوارم والهيف النواعم والجرد * جرد الصلادم والبزل الجلاميد (2) إذا بدا بسرير الملك محتبيا * رأيت يوسف في محراب داود (3) مات يحيى يوم النحر فجأة، فكان موته وسط النهار سنة تسع وخمس مئة، فكانت دولته ثماني سنين، وخلف لصلبه ثلاثين ابنا، فتملك منهم ابنه علي، فقام ستة أعوام، ومات، فملكوا ولده الحسن بن علي صبيا مراهقا،