يغرف من بحر، سمعته يقول: ما دخلت بلدا يروى فيه الحديث إلا بدأت بسماع شئ منه قبل التصدي لشؤوني، وحفظت كتاب " البلغة " في اللغة وأنا صبي، وما مقلت (1) لغويا قط، وأما النحو، فعبد القاهر (2)، وأثنى عليه.
وحكى لي الشريف أبو البقاء خطيب جامع السلطان قال: كان أبو المظفر يطالع الرقعة الطويلة مرة واحدة، ويعيدها حفظا، قال: وممن كان يبالغ في مدحه أبو نصر بن أبي حفص، وأبو إسماعيل الأثعل الأصبهانيان كاتبا العصر، وبلغني وأنا بسلماس أنه فوض إليه إشراف الممالك، وأحضر عند السلطان محمد بن ملكشاه للشخصية (3) وهو على سرير الملك، فارتعد منه ووقع، ورفع ميتا (4).
قال شيرويه: سمع الأبيوردي من إسماعيل بن مسعدة، وعبد القاهر الجرجاني، وأبي الفتح الشيرازي بالري، وعاصم بن الحسن، إلى أن قال: وكان من أفراد الوقت الذين ملكوا القلوب بفضلهم، وعمروا الصدور بودهم متعصبا للسنة وأهلها، وله تصانيف كثيرة، ألف " تاريخ أبيورد ونسا "