وكان أحد أهل الفهم. موثوقا به في العلم، متسع الرواية مشهورا بالديانة، موصوفا بالأمانة، مذكورا بالعبادة.
حدثني محمد بن علي الصوري. قال: قال لي أبو الحسين بن جميع: ولد المحاملي سنة خمس وثلاثين ومائتين، وكان ابن مخلد أكبر منه بسنة. ومات بعده بسنة.
أنبأنا أبو القاسم الأزهري قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: قال لنا أبو عبد الله بن مخلد: ولدت سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن [الفرات] أن مولد بن مخلد كان في سنة ثلاث وثلاثين [ومائتين] في السنة التي مات فيها يحيى بن معين.
وذكر غير ابن الفرات أنه ولد في شهر رمضان من هذه السنة.
حدثني الحسن بن أبي طالب أن محمد بن مخلد كان ينزل في الدور، قال: وهي محلة في آخر بغداد بالجانب الشرقي في أعلى البلد، فقال له يوما بعض أصحاب الحديث:
لو زدتنا في القراءة فإن موضعك بعيد منا، ويشق علينا المجئ إليك في كل وقت. فقال ابن مخلد: من هذا الموضع كنت أمضى إلى المحدثين فأسمع منهم. أو كما قال.
حدثنا محمد بن عبد العزيز البرذعي حدثنا أحمد بن محمد بن عمران حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار. قال: ماتت والدتي فأردت أن أدفنها في مقبرة درب الريحان، فنزلت ألحدها أنا فانفرجت لي فرجة عن قبر يلزقها، فإذا رجل عليه أكفان جدد على صدره طاقة ياسمين طرية، فأخذتها فشممتها فإذا هي أزكى من المسك وشمها جماعة كانوا معي في الجنازة، ثم رددتها إلى موضعها وسددت الفرجة.
حدثني علي بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت الدارقطني عن أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار فقال: ثقة مأمون.
حدثني الحسين بن علي الصيمري عن محد بن عمران المرزباني قال حدثني عبد الباقي بن قانع. وحدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قالا: مات محمد بن مخلد العطار سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة يوم الثلاثاء لست خلون من جمادى الآخرة.
قال ابن قانع: وله سبع وتسعون سنة. وقال ابن الفرات وقد استكمل سبعا وتسعين سنة وثمانية أشهر وإحدى عشر يوما.