مشهور بالحفظ، والاتساع في صنوف من العلم، وما ذاكرته بحسبها. قال: ومضت على هذا مدة، فحضرنا من حق آخر، وجلسنا فإذا بالطبري يدخل إلى الحق، فقلت له: قليلا قليلا أيها القاضي، هذا أبو جعفر الطبري قد جاء مقبلا. قال: فأومأ إليه بالجلوس عنده، فعدل إليه، فأوسعت له حتى جلس إلى جنبه، وأخذ أبي يجاريه، فكلما جاء إلى قصيدة ذكر الطبري منها أبياتا، قال أبى: هاتها يا أبا جعفر إلى آخرها، فيتلعثم الطبري فينشدها أبى إلى آخرها، وكلما ذكر أشياء من السير قال أبى: كان هذا في قصة فلان، ويوم بنى فلان، مر يا أبا جعفر فيه. فربما مر وربما تلعثم، فيمر أبى في جميعه حتى يشقه، قال: فما سكت أبى يومه ذلك إلى الظهر، وبان للحاضرين تقصير الطبري عنه، ثم قمنا فقال لي أبى: الآن شفيت صدري.
أخبرني على بن المحسن حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن إدريس الكوفي النحوي المعروف بابن سياه يقول سمعت أبا بكر بن الأنباري يقول: ما رأيت صاحب طيلسان أنحى من القاضي أبي جعفر بن البهلول.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أخبرنا عيسى بن حامد الرخجي.
وحدثني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس. قالا: مات أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وقد تقدم ذكر وفاته في سنة سبع عشرة، وذاك وهم، وهذا هو الصواب.
أخبرنا على بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر.
وأخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا ابن قانع. قالا: مات أحمد بن إسحاق بن البهلول في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
1952 - أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سلم الخزاعي، أبو بكر القاضي المعروف بالملحمي:
أخو محمد بن إسحاق: حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن بجير الكلاعي ومحمد بن عمرو بن خالد، والحسن بن خالد بن عبد السلام الصدفي. وأبى زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي المصريين، وعن أبي العباس الكديمي، والحسن بن علي بن