احمد أمير المؤمنين القادر بالله بن إسحاق بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد الواثق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا العباس:
تقلد الأمر وبويع له بالخلافة بعد أن قبض على الطائع لله.
فحدثني الحسن بن أبي بكر. قال: ولد القادر بالله في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة في صفر أو شهر ربيع الأول - شك الحسن في ذلك - وحدثنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله: أن مولد القادر بالله في يوم الثلاثاء التاسع من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين.
قال الحسن بن أبي بكر: وتقلد القادر بالله - يعنى الخلافة - يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي: أن أم القادر بالله يمنى مولاة عبد الواحد بن المتقدر، قال: وكانت من أهل الدين والفضل والخير، وتوفيت يوم الخميس الثاني والعشرين من شعبان وصلى عليها القادر بالله في داره، ثم حملت بعد صلاة العشاء الآخرة من ليلة السبت الرابع والعشرين من شعبان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة في الطيار إلى الرصافة فدفنت هنالك.
رأيت القادر بالله دفعات، وكان أبيض حسن الجسم، كث اللحية طويلها مخضبا، وكان من الستر والديانة وإدامة التهجد بالليل، وكثرة البر والصدقات على صفة اشتهرت عنه، وعرف بها عند كل أحد، مع حسن المذهب وصحة الاعتقاد. وكان صنف كتابا في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أصحاب الحديث، وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز، وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن. وكان الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهدى، ويحضر الناس سماعه.
وتوفى القادر بالله في ليلة الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ودفن ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء في دار الخلافة، بعد أن صلى عليه